الثلاثاء، 19 أغسطس 2025

قصة الشاب الذي أنقذ ركاب القطار


في عام 2015، في مدينة فيلادلفيا بالولايات المتحدة، كان قطار ركاب مزدحم يسير بسرعة كبيرة، وفجأة خرج عن مساره بشكل مفاجئ. تصاعد الصراخ والفوضى، والناس حاولوا النجاة بأنفسهم.





في وسط كل هذا كان هناك شاب اسمه كوري هوكر، عمره 20 سنة فقط. بدلًا من أن يركض لينجو بنفسه، بدأ يساعد الناس المحاصرين. كسر النوافذ بيديه، وأخرج الأطفال والنساء واحدًا تلو الآخر.


رغم أنه لم يكن يعرف أيًا من الركاب، لكنه ظل ينقذهم بلا توقف حتى سالت الدماء من يديه وتعرض لإصابة في كتفه. الشاب أنقذ عشرات الأشخاص في تلك الليلة المظلمة، قبل أن ينهار هو نفسه من التعب والجروح.


بعد الحادث، قال كوري:

"لم أفكر كثيرًا، فقط كنت أقول لنفسي: هؤلاء بشر مثل أهلي، لا يمكن أن أتركهم."

القصة انتشرت في الإعلام الأمريكي وأطلقوا عليه لقب "بطل القطار". لكنها أيضًا تحمل عبرة عظيمة:

البطولة الحقيقية ليست في الشهرة أو القوة، بل في التضحية من أجل الآخرين.


لحظة صدق واحدة قد تغيّر حياة عشرات البشر.


الجمعة، 15 أغسطس 2025

قصة الفلاح والجرة المكسورة



كان في قرية صغيرة فلاح طيب يعمل في أرضه من الصباح حتى المساء.

وكان عنده جرتان كبيرتان ينقل بهما الماء من النهر إلى بيته.


إحدى الجرتين سليمة تمامًا، أما الأخرى فكان فيها شق صغير، يتسرب منه الماء.

ومع ذلك كان الفلاح يستعملهما معًا كل يوم.


كانت الجرة السليمة تفتخر بنفسها وتقول:

– أنقل الماء كاملاً بلا نقصان.

أما الجرة المكسورة فكانت حزينة وتبكي:

– أنا عديمة الفائدة، كل يوم أخسر نصف الماء.


ابتسم الفلاح وقال لها يومًا:

– لا تحزني، سأريك ما صنعتِ.


وفي اليوم التالي، أخذ الجرتين على الطريق كعادته، ثم قال للجرة المكسورة:

– انظري على جانبك من الطريق.

فإذا بالزهور والأعشاب الخضراء تنمو على طول الطريق الذي تسرب فيه الماء!

فقال لها الفلاح:

– لولا كسرك، لما امتلأ الطريق جمالًا.

أنتِ لم تنقصي من عملي، بل أضفتِ بركة وزينة.


العبرة

قد يكون في عيوبنا خير لا نراه، فالله يجعل من النقص جمالًا، ومن الضعف منفعة.


قصة التاجر والميزان



كان في السوق تاجر يبيع بالميزان، لكنه كان يضع حجرًا صغيرًا في إحدى الكفتين ليأخذ من الناس أكثر.


وكان كلما باع قال بثقة:

– هذا الميزان لا يخطئ أبدًا!


وذات يوم اشترى منه رجل فقير قليلًا من الدقيق، فلما رجع إلى بيته وجد الحجر في الكيس بدل أن يكون في الكفة.

فذهب إلى التاجر وقال له مبتسمًا:

– جزاك الله خيرًا، أعطيتني الدقيق ومعه الحجر مجانًا!


فانتشر الخبر في السوق، وضحك الناس على التاجر حتى ترك الغش خجلاً.


العبرة: من يحتال على الناس ينكشف سريعًا، والصدق أثمن من كل ربح.


قصة: القاضي والخصمان


كان في مدينة الكوفة قاضٍ عادل، يُشتهر بذكائه وحسن حكمه.

وذات يوم جاءه رجلان يختصمان في بستان.



قال الأول:

– أيها القاضي، هذا البستان لي، زرعته بمالي وتعبت فيه، وهذا الرجل يريد أن يغتصبه.

وقال الثاني:

– كذب يا سيدي! البستان لي، ورثته عن أبي وجدي، وهذا الرجل يريد أن يأخذه مني ظلمًا.


فكر القاضي قليلًا، ثم قال:

– اجلسا عندي حتى أتأكد من الحق.


أمر أن يؤتى بالبستاني الذي يخدم في ذلك البستان منذ سنين، وسأله:

– لمن هذا البستان يا رجل؟

فقال البستاني:

– لا أعرف، سيدي. أحيانًا يأتيني هذا فيأمرني، وأحيانًا ذاك، وأنا أعمل لمن حضر.


فأمر القاضي أن يُؤتى بتراب من البستان. فأخذ حفنة بيده وشمّها، ثم قال:

– يا أهل المجلس، لقد عرفت صاحب البستان!


تعجب الناس وقالوا: كيف عرفت؟

فأجاب القاضي مبتسمًا:

– وجدت رائحة العرق في هذا التراب، فهي تشهد لمن زرع وسقى وتعب فيه. أما الذي يزعم أنه ورثه فلم يعرف حتى رائحته.


فأقرّ الرجل الثاني بخطئه، وحكم القاضي لصاحب الحق.

وانصرف الناس يعجبون من ذكاء القاضي وعدله.


العبرة:

الحق لا يضيع ما دام وراءه من يتمسّك به، والباطل قد يعلو حينًا لكنه لا يثبت أمام العدل والذكاء.


قصة: البخيل والضيف الثقيل


كان في مدينة البصرة رجل بخيل جدًا، لا يدخل بيته ضيف إلا ويفكر كيف يتخلّص منه بأسرع وقت.

وذات يوم جاءه رجل غريب وقال:

– يا سيدي، أنا مسافر غريب نزلتُ مدينتكم ولا أعرف أحدًا، هل أجد عندك مأوى هذه الليلة؟

اضطرب البخيل، لكنه اضطر أن يستضيفه خوفًا من كلام الناس.



أدخل الرجل إلى بيته وقدّم له خبزًا يابسًا وقليلًا من الماء، وقال له:

– اعذرني، هذا طعامي كل ليلة.

فابتسم الضيف وقال:

– ما أجمل البساطة! هذا أنفع للصحة من الولائم.


نام البخيل مهمومًا يفكر: "كيف أتخلص من هذا الضيف غدًا؟"

لكن الضيف استيقظ صباحًا وقال:

– جزاك الله خيرًا، ما أطيب بيتك! هل تسمح لي أن أبقى يومين آخرين حتى أجد مكانًا أنسب؟

فلم يعرف البخيل كيف يعتذر.


ومرت أيام، والضيف لا يغادر، حتى صار أهل الحي يسألون: "من هذا الذي يقيم عندك؟"

فاضطر البخيل أن يقول: "هو ضيف عزيز… لا أستطيع أن أرده."


وفي النهاية، غضب البخيل وقال للضيف:

– يا رجل، ألا تعرف أن الضيف ثلاثة أيام، وبعدها يصبح ثقيلاً؟

فابتسم الضيف وقال:

– نعم أعرف، لكنك بخيل، ولو خرجتُ من بيتك لقلتَ: "أكل طعامي ورحل!" لذلك أبقى عندك حتى لا تظلم نفسك.

فانفجر البخيل غيظًا، وضحك أهل الحي من ذكاء الضيف.


العبرة

الكرم لا يُقاس بكثرة الطعام، بل بطيب النفس. والبخيل حتى لو قدّم القليل يظل يشعر أن الضيف سرق منه، بينما الكريم يرى أن ما عنده يزداد بالبركة.



الأربعاء، 13 أغسطس 2025

بالتو… الكلب الذي هزم العاصفة وأنقذ القرية

 🐾❄

في شتاء عام 1925، في بلدة نائية بألاسكا اسمها "نوم"، انتشر مرض الدفتيريا بين الأطفال بسرعة مرعبة، وبدأت حياتهم في خطر شديد. المشكلة أن البلدة كانت محاصرة بالثلوج الكثيفة، ولا يمكن لأي وسيلة نقل أن تصل إليها بالأدوية اللازمة.


هنا جاء الحل الغريب: كلاب الزلاجات.

اختير كلب شجاع اسمه بالتو ليقود فريقًا من الكلاب في رحلة محفوفة بالمخاطر لمسافة أكثر من 1000 كيلومتر عبر الجبال والثلوج العاصفة.



كانت الحرارة تصل إلى 50 درجة تحت الصفر، والرياح قوية لدرجة أن العاصفة كانت تكاد تقتلع الزلاجة. لكن بالتو، رغم التعب والجليد الذي غطى جسده، استمر يركض ويقود الفريق دون توقف تقريبًا.

بعد أيام من المشقة، وصل بالتو وفريقه إلى القرية ومعهم الدواء، وتم إنقاذ عشرات الأطفال من الموت.

أصبح بالتو بطلًا وطنيًا في أمريكا، وأقيم له تمثال في نيويورك تخليدًا لشجاعته، ولا تزال قصته تُروى حتى اليوم كرمز للإخلاص والشجاعة.


الأحد، 10 أغسطس 2025

قصة أصحاب الأخدود

المقدمة

قال الله تعالى:

﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ۝ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ۝ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ۝ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ۝ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [البروج: 4–8].


بداية القصة

يحكي النبي ﷺ في حديث صهيب الرومي – رواه مسلم – أن ملكًا من الملوك كان فيمن كان قبلكم، وكان لهذا الملك ساحر، فلما كبر الساحر قال للملك: "إني قد كبرت، فابعث إليّ غلامًا أعلّمه السحر".

فأرسل الملك غلامًا ذكيًا ليكون تلميذًا للساحر. وفي طريقه كان الغلام يمر على راهب مؤمن يعبد الله على دين الحق، فجلس معه وتعلّم منه الإيمان، فصار قلب الغلام متعلقًا بالله، وعقله يتعلّم من الراهب، وفي نفس الوقت يدرس السحر عند الساحر.

الإيمان يظهر

كبر الغلام، ووهبه الله آية: أن يبرئ الأكمه والأبرص ويشفي المرضى بإذن الله. فانتشر خبره بين الناس حتى سمع به أحد حاشية الملك وكان أعمى، فجاءه بهدايا كثيرة ليشفيه، فقال الغلام: "إني لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله، فإن آمنت بالله دعوتُه فشفاك". فآمن الرجل فشفاه الله.

الملك يواجه الدعوة

وصل الخبر إلى الملك، فغضب وأمر بإحضار الغلام، وعذّبه حتى دلّ على الراهب. فأُتي بالراهب، فقيل له: "ارجع عن دينك"، فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقين، فمات شهيدًا.

ثم جاؤوا برجل الحاشية، فأبَى الرجوع عن دينه، ففعلوا به مثل الراهب.

وأُتي بالغلام، لكن الله أنجاه مرات عدة عندما حاولوا قتله: مرة ألقوه من جبل فسقط الجنود وهلكوا وبقي حيًا، ومرة أرسلوه في قارب ليغرقوه فغرقوا ونجا.

إيمان الناس

عاد الغلام إلى الملك وقال: "لن تقتلني حتى تفعل ما آمرك".

قال الملك: "وما هو؟"

قال: "تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، وتأخذ سهمًا من كنانتي، وتقول: بسم الله رب الغلام، ثم ترميني، فإن فعلت قتلتني".

فجمع الملك الناس، وفعل ما أمره به الغلام، فقال: "بسم الله رب الغلام"، فرماه فأصاب السهم صدغه فمات الغلام شهيدًا.

النهاية العظيمة

فلما رأى الناس ذلك قالوا جميعًا: "آمنا برب الغلام"، فاشتد غضب الملك، وأمر بحفر أخاديد عظيمة في الأرض، وأوقد فيها النيران، وألقى فيها كل من تمسك بدينه، حتى النساء، حتى إن امرأة جاءت ومعها رضيعها فترددت أن تلقي نفسها، فنطق الطفل وقال: "يا أمه اصبري فإنك على الحق".

العبرة

قال الله تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ [البروج: 10].

إنها قصة الثبات على الدين، والصبر على الأذى في سبيل الله، وأن النصر الحقيقي هو أن تلقى الله ثابتًا على الحق ولو فقدت الدنيا كلها.

اختفاء "لارس ميتانك": الرجل الذي ركض إلى الغابة ولم يعد

في صيف عام 2014، سافر شاب ألماني يُدعى لارس ميتانك (28 عامًا) إلى بلغاريا مع أصدقائه لقضاء عطلة على شاطئ البحر الأسود. بدا كل شيء طبيعيًا في...