الاثنين، 1 سبتمبر 2025

سفينة الأشباح ماري سيليست – الرحلة التي بلا ركّاب

في صباحٍ بارد من شتاء عام 1872، كانت مياه المحيط الأطلسي هادئة على غير العادة. وبينما كانت السفينة البريطانية داي غراتس تشق طريقها بين الأمواج، لمح بحارتها من بعيد مركبًا يتهادى بلا وجهة محددة، كأن الريح تقوده حيث تشاء.

اقتربوا شيئًا فشيئًا، فبدت أمامهم سفينة متوسطة الحجم، ترفع علمًا أمريكيًا. لم تكن مكسورة، ولم يظهر عليها أثر عاصفة أو قتال، لكن شيئًا ما كان غريبًا للغاية: لا أحد على سطحها.


اكتشاف الغموض

صعد البحّارة بحذر إلى السفينة، فإذا هي ماري سيليست، التي أبحرت قبل أسابيع من ميناء نيويورك متجهة إلى إيطاليا. المفترض أن يكون على متنها القبطان بنيامين بريغز، زوجته، طفلتهما الصغيرة، وطاقم من سبعة رجال. لكن السفينة كانت صامتة كالمقبرة.

الطاولات في المقصورة مرتبة، وعليها طعام لم يُمس.

أدوات الملاحة موجودة، باستثناء بعض السجلات الممزقة.

قوارب النجاة اختفت.

شراع ممزق وآثار ماء تسربت إلى بعض الأجزاء السفلية، لكنها لم تكن غارقة ولا حتى مهددة بالغرق.

أين ذهب الركّاب؟

لم يُعثر على أي أثر للقبطان أو عائلته أو الطاقم. وكأنهم تبخروا في الهواء!

ظهرت عشرات النظريات:

بعضهم قال إنها هوجمت من قراصنة.

آخرون افترضوا أن البحارة ثاروا على القبطان ثم هربوا.

هناك من تخيل أن وحشًا بحريًا ابتلع الركاب وترك السفينة!


بينما رجّح باحثون أن تسرّب الكحول من حمولة السفينة قد سبّب خوف الطاقم من انفجار، فهربوا على قارب النجاة... لكنهم لم يعودوا أبدًا.


السفينة التي لم تمت

بعد هذا الحادث، أطلق عليها الناس لقب "سفينة الأشباح"، وظلت ماري سيليست تبحر لسنوات بعد ذلك، يشتريها تجار ويبيعونها، حتى انتهى بها المطاف غارقة عمدًا في محاولة للاحتيال على شركات التأمين.

لكن السر الحقيقي وراء اختفاء ركّابها لم يُكشف حتى اليوم. بقيت الحكاية لغزًا بحريًا حيّر العالم، يثير في النفس رهبة البحر وسحره وغموضه.

✨ العبرة: ليست كل الحوادث تُفسَّر بالمنطق. هناك أسرار في هذا العالم تظل معلّقة بين الحقيقة والخيال، مثل قصة ماري سيليست، التي تعلّمنا أن البحر يخفي في أعماقه قصصًا لا تنتهي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اختفاء "لارس ميتانك": الرجل الذي ركض إلى الغابة ولم يعد

في صيف عام 2014، سافر شاب ألماني يُدعى لارس ميتانك (28 عامًا) إلى بلغاريا مع أصدقائه لقضاء عطلة على شاطئ البحر الأسود. بدا كل شيء طبيعيًا في...