كان في قرية صغيرة فلاح طيب يعمل في أرضه من الصباح حتى المساء.
وكان عنده جرتان كبيرتان ينقل بهما الماء من النهر إلى بيته.
إحدى الجرتين سليمة تمامًا، أما الأخرى فكان فيها شق صغير، يتسرب منه الماء.
ومع ذلك كان الفلاح يستعملهما معًا كل يوم.
كانت الجرة السليمة تفتخر بنفسها وتقول:
– أنقل الماء كاملاً بلا نقصان.
أما الجرة المكسورة فكانت حزينة وتبكي:
– أنا عديمة الفائدة، كل يوم أخسر نصف الماء.
ابتسم الفلاح وقال لها يومًا:
– لا تحزني، سأريك ما صنعتِ.
وفي اليوم التالي، أخذ الجرتين على الطريق كعادته، ثم قال للجرة المكسورة:
– انظري على جانبك من الطريق.
فإذا بالزهور والأعشاب الخضراء تنمو على طول الطريق الذي تسرب فيه الماء!
فقال لها الفلاح:
– لولا كسرك، لما امتلأ الطريق جمالًا.
أنتِ لم تنقصي من عملي، بل أضفتِ بركة وزينة.
العبرة
قد يكون في عيوبنا خير لا نراه، فالله يجعل من النقص جمالًا، ومن الضعف منفعة.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق