‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص منوعة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص منوعة. إظهار كافة الرسائل

السبت، 23 أغسطس 2025

قصة الطفل الذي أنقذ أسرته من الحريق


في إحدى ليالي الربيع الهادئة، كان حيّ صغير في سان دييغو – كاليفورنيا يغفو على أصوات العصافير ونسمات الهواء اللطيف. داخل أحد البيوت، كان طفل في العاشرة من عمره يلعب بهدوء بينما أخته الرضيعة تنام في سريرها. لم يكن أحد يتوقع أن تتحول تلك الليلة الهادئة إلى اختبار بطولي لطفل صغير.


فجأة، بدأ الدخان يتسلل من المطبخ، ثم ما لبث أن تحوّل إلى لهب يلتهم المكان. لم يكن أمام الصغير سوى ثوانٍ ليتصرف. تذكّر ما تعلمه في المدرسة عندما جاء رجال الإطفاء ليتحدثوا عن "السلامة من الحرائق":

"إذا شممت الدخان، لا تنتظر... أخرج فورًا وأنقذ من تستطيع."


تحرك قلبه قبل جسده. ركض إلى غرفة أخته، حملها بين ذراعيه رغم صغر سنه، ثم أسرع نحو الباب وهو يكاد يختنق من الدخان. كان السقف يتساقط منه الرماد، وصوت النار يعلو، لكن عزيمته كانت أكبر من خوفه.


خرج الطفل إلى الشارع وهو يصرخ لطلب النجدة. تجمع الجيران، وجاءت سيارات الإطفاء بسرعة. بفضل شجاعته، نجت الرضيعة من موت محقق، ولم يصب أي فرد من العائلة بأذى خطير.

الدرس من القصة

أحيانًا يولد الأبطال في أصغر الأجساد. ذلك الطفل لم ينتظر أحدًا، لم يخَف، بل تذكّر ما تعلمه وتصرف بجرأة. إنّها رسالة لنا جميعًا: الشجاعة لا ترتبط بالعمر، بل بالنية والقلب والإرادة.


الثلاثاء، 19 أغسطس 2025

قصة الشاب الذي أنقذ ركاب القطار


في عام 2015، في مدينة فيلادلفيا بالولايات المتحدة، كان قطار ركاب مزدحم يسير بسرعة كبيرة، وفجأة خرج عن مساره بشكل مفاجئ. تصاعد الصراخ والفوضى، والناس حاولوا النجاة بأنفسهم.





في وسط كل هذا كان هناك شاب اسمه كوري هوكر، عمره 20 سنة فقط. بدلًا من أن يركض لينجو بنفسه، بدأ يساعد الناس المحاصرين. كسر النوافذ بيديه، وأخرج الأطفال والنساء واحدًا تلو الآخر.


رغم أنه لم يكن يعرف أيًا من الركاب، لكنه ظل ينقذهم بلا توقف حتى سالت الدماء من يديه وتعرض لإصابة في كتفه. الشاب أنقذ عشرات الأشخاص في تلك الليلة المظلمة، قبل أن ينهار هو نفسه من التعب والجروح.


بعد الحادث، قال كوري:

"لم أفكر كثيرًا، فقط كنت أقول لنفسي: هؤلاء بشر مثل أهلي، لا يمكن أن أتركهم."

القصة انتشرت في الإعلام الأمريكي وأطلقوا عليه لقب "بطل القطار". لكنها أيضًا تحمل عبرة عظيمة:

البطولة الحقيقية ليست في الشهرة أو القوة، بل في التضحية من أجل الآخرين.


لحظة صدق واحدة قد تغيّر حياة عشرات البشر.


الجمعة، 15 أغسطس 2025

قصة الفلاح والجرة المكسورة



كان في قرية صغيرة فلاح طيب يعمل في أرضه من الصباح حتى المساء.

وكان عنده جرتان كبيرتان ينقل بهما الماء من النهر إلى بيته.


إحدى الجرتين سليمة تمامًا، أما الأخرى فكان فيها شق صغير، يتسرب منه الماء.

ومع ذلك كان الفلاح يستعملهما معًا كل يوم.


كانت الجرة السليمة تفتخر بنفسها وتقول:

– أنقل الماء كاملاً بلا نقصان.

أما الجرة المكسورة فكانت حزينة وتبكي:

– أنا عديمة الفائدة، كل يوم أخسر نصف الماء.


ابتسم الفلاح وقال لها يومًا:

– لا تحزني، سأريك ما صنعتِ.


وفي اليوم التالي، أخذ الجرتين على الطريق كعادته، ثم قال للجرة المكسورة:

– انظري على جانبك من الطريق.

فإذا بالزهور والأعشاب الخضراء تنمو على طول الطريق الذي تسرب فيه الماء!

فقال لها الفلاح:

– لولا كسرك، لما امتلأ الطريق جمالًا.

أنتِ لم تنقصي من عملي، بل أضفتِ بركة وزينة.


العبرة

قد يكون في عيوبنا خير لا نراه، فالله يجعل من النقص جمالًا، ومن الضعف منفعة.


قصة التاجر والميزان



كان في السوق تاجر يبيع بالميزان، لكنه كان يضع حجرًا صغيرًا في إحدى الكفتين ليأخذ من الناس أكثر.


وكان كلما باع قال بثقة:

– هذا الميزان لا يخطئ أبدًا!


وذات يوم اشترى منه رجل فقير قليلًا من الدقيق، فلما رجع إلى بيته وجد الحجر في الكيس بدل أن يكون في الكفة.

فذهب إلى التاجر وقال له مبتسمًا:

– جزاك الله خيرًا، أعطيتني الدقيق ومعه الحجر مجانًا!


فانتشر الخبر في السوق، وضحك الناس على التاجر حتى ترك الغش خجلاً.


العبرة: من يحتال على الناس ينكشف سريعًا، والصدق أثمن من كل ربح.


قصة: القاضي والخصمان


كان في مدينة الكوفة قاضٍ عادل، يُشتهر بذكائه وحسن حكمه.

وذات يوم جاءه رجلان يختصمان في بستان.



قال الأول:

– أيها القاضي، هذا البستان لي، زرعته بمالي وتعبت فيه، وهذا الرجل يريد أن يغتصبه.

وقال الثاني:

– كذب يا سيدي! البستان لي، ورثته عن أبي وجدي، وهذا الرجل يريد أن يأخذه مني ظلمًا.


فكر القاضي قليلًا، ثم قال:

– اجلسا عندي حتى أتأكد من الحق.


أمر أن يؤتى بالبستاني الذي يخدم في ذلك البستان منذ سنين، وسأله:

– لمن هذا البستان يا رجل؟

فقال البستاني:

– لا أعرف، سيدي. أحيانًا يأتيني هذا فيأمرني، وأحيانًا ذاك، وأنا أعمل لمن حضر.


فأمر القاضي أن يُؤتى بتراب من البستان. فأخذ حفنة بيده وشمّها، ثم قال:

– يا أهل المجلس، لقد عرفت صاحب البستان!


تعجب الناس وقالوا: كيف عرفت؟

فأجاب القاضي مبتسمًا:

– وجدت رائحة العرق في هذا التراب، فهي تشهد لمن زرع وسقى وتعب فيه. أما الذي يزعم أنه ورثه فلم يعرف حتى رائحته.


فأقرّ الرجل الثاني بخطئه، وحكم القاضي لصاحب الحق.

وانصرف الناس يعجبون من ذكاء القاضي وعدله.


العبرة:

الحق لا يضيع ما دام وراءه من يتمسّك به، والباطل قد يعلو حينًا لكنه لا يثبت أمام العدل والذكاء.


الأربعاء، 13 أغسطس 2025

بالتو… الكلب الذي هزم العاصفة وأنقذ القرية

 🐾❄

في شتاء عام 1925، في بلدة نائية بألاسكا اسمها "نوم"، انتشر مرض الدفتيريا بين الأطفال بسرعة مرعبة، وبدأت حياتهم في خطر شديد. المشكلة أن البلدة كانت محاصرة بالثلوج الكثيفة، ولا يمكن لأي وسيلة نقل أن تصل إليها بالأدوية اللازمة.


هنا جاء الحل الغريب: كلاب الزلاجات.

اختير كلب شجاع اسمه بالتو ليقود فريقًا من الكلاب في رحلة محفوفة بالمخاطر لمسافة أكثر من 1000 كيلومتر عبر الجبال والثلوج العاصفة.



كانت الحرارة تصل إلى 50 درجة تحت الصفر، والرياح قوية لدرجة أن العاصفة كانت تكاد تقتلع الزلاجة. لكن بالتو، رغم التعب والجليد الذي غطى جسده، استمر يركض ويقود الفريق دون توقف تقريبًا.

بعد أيام من المشقة، وصل بالتو وفريقه إلى القرية ومعهم الدواء، وتم إنقاذ عشرات الأطفال من الموت.

أصبح بالتو بطلًا وطنيًا في أمريكا، وأقيم له تمثال في نيويورك تخليدًا لشجاعته، ولا تزال قصته تُروى حتى اليوم كرمز للإخلاص والشجاعة.


الأحد، 10 أغسطس 2025

قصة أصحاب الأخدود

المقدمة

قال الله تعالى:

﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ۝ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ۝ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ۝ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ۝ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [البروج: 4–8].


بداية القصة

يحكي النبي ﷺ في حديث صهيب الرومي – رواه مسلم – أن ملكًا من الملوك كان فيمن كان قبلكم، وكان لهذا الملك ساحر، فلما كبر الساحر قال للملك: "إني قد كبرت، فابعث إليّ غلامًا أعلّمه السحر".

فأرسل الملك غلامًا ذكيًا ليكون تلميذًا للساحر. وفي طريقه كان الغلام يمر على راهب مؤمن يعبد الله على دين الحق، فجلس معه وتعلّم منه الإيمان، فصار قلب الغلام متعلقًا بالله، وعقله يتعلّم من الراهب، وفي نفس الوقت يدرس السحر عند الساحر.

الإيمان يظهر

كبر الغلام، ووهبه الله آية: أن يبرئ الأكمه والأبرص ويشفي المرضى بإذن الله. فانتشر خبره بين الناس حتى سمع به أحد حاشية الملك وكان أعمى، فجاءه بهدايا كثيرة ليشفيه، فقال الغلام: "إني لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله، فإن آمنت بالله دعوتُه فشفاك". فآمن الرجل فشفاه الله.

الملك يواجه الدعوة

وصل الخبر إلى الملك، فغضب وأمر بإحضار الغلام، وعذّبه حتى دلّ على الراهب. فأُتي بالراهب، فقيل له: "ارجع عن دينك"، فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقين، فمات شهيدًا.

ثم جاؤوا برجل الحاشية، فأبَى الرجوع عن دينه، ففعلوا به مثل الراهب.

وأُتي بالغلام، لكن الله أنجاه مرات عدة عندما حاولوا قتله: مرة ألقوه من جبل فسقط الجنود وهلكوا وبقي حيًا، ومرة أرسلوه في قارب ليغرقوه فغرقوا ونجا.

إيمان الناس

عاد الغلام إلى الملك وقال: "لن تقتلني حتى تفعل ما آمرك".

قال الملك: "وما هو؟"

قال: "تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، وتأخذ سهمًا من كنانتي، وتقول: بسم الله رب الغلام، ثم ترميني، فإن فعلت قتلتني".

فجمع الملك الناس، وفعل ما أمره به الغلام، فقال: "بسم الله رب الغلام"، فرماه فأصاب السهم صدغه فمات الغلام شهيدًا.

النهاية العظيمة

فلما رأى الناس ذلك قالوا جميعًا: "آمنا برب الغلام"، فاشتد غضب الملك، وأمر بحفر أخاديد عظيمة في الأرض، وأوقد فيها النيران، وألقى فيها كل من تمسك بدينه، حتى النساء، حتى إن امرأة جاءت ومعها رضيعها فترددت أن تلقي نفسها، فنطق الطفل وقال: "يا أمه اصبري فإنك على الحق".

العبرة

قال الله تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ [البروج: 10].

إنها قصة الثبات على الدين، والصبر على الأذى في سبيل الله، وأن النصر الحقيقي هو أن تلقى الله ثابتًا على الحق ولو فقدت الدنيا كلها.

الأربعاء، 6 أغسطس 2025

قصة "الساعة الذهبية" التي أنقذت العائلة من الضياع

في عام 1994، في أحد الأسواق الشعبية في مدينة الدمام بالسعودية، كان هناك شاب فقير يُدعى "صالح"، يعمل كبائع بسيط على بسطته يبيع السبح والمفاتيح وبعض الإكسسوارات.


في يومٍ شديد الحرّ، اقترب منه رجل ستيني أنيق، وقد بدت عليه علامات التوتر، وسأله:

"يا ولدي... نسيت محفظتي في البيت، وأنا مستعجل، عندي موعد مهم. هل يمكنك أن تُقرضني 100 ريال وسأرجعها غدًا؟"


صالح، رغم ضيق حاله، لم يتردد، أخرج المبلغ من صندوقه الصغير، ومده إليه وهو يقول:

"خذها عمي، الله ييسر لك... ما بيننا حساب."

الرجل تأثر جدًا، وسأله عن اسمه، ثم رحل على عجل.



الساعة الذهبية:

بعد يومين، عاد الرجل... لكن هذه المرة ومعه ابنه الشاب، وقدّم لـ"صالح" ظرفًا فيه 100 ريال، وساعة ذهبية ثمينة، وقال له:

"أنا رجل أعمال، وهذه الساعة هدية لك... لأنك علّمت ابني درسًا في الثقة والرجولة لن ينساه."

أبى صالح أن يأخذ الساعة، لكن الرجل أصرّ، وغادر بعد أن شكره بحرارة.


الأزمة الكبرى

مرّت سنوات. وفي عام 2001، أُصيب والد صالح بجلطة دماغية، واحتاج إلى عملية عاجلة في الخارج، وكانت التكلفة خيالية بالنسبة لهم – نحو 90 ألف ريال.


أصيب صالح بانهيار، جلس في زاوية المستشفى يبكي، ولا يعرف من أين يأتي بهذا المبلغ. وفي تلك اللحظة، تذكّر الساعة الذهبية!

أخرجها من خزانة قديمة، وذهب بها إلى تاجر ذهب في المدينة. فتحها التاجر، ونظر إليه مذهولًا، وقال:

"من أين لك هذه الساعة؟ هذه ماركة نادرة جدًا… وسعرها لا يقل عن 120 ألف ريال!"


باع صالح الساعة، وسافر بوالده، وأُجريت العملية بنجاح، وعاش الوالد بعدها 12 عامًا بصحة جيدة.


كلما سُئل صالح عن القصة، قال بابتسامة:

"كانت 100 ريال أعطيتها لله… وردّها الله بساعة تُنقذ أبي وحياتنا كلّها. ما نقص مال من صدقة… بل يزيد ويرتفع."


🌟 العبرة من القصة:

الثقة والنية الصادقة لا تضيع أبدًا.

قد يكون المعروف الذي تقدّمه صغيرًا… لكن الله يردّه لك أضعافًا مضاعفة.

لا تتردد في فعل الخير… فأنت لا تعلم متى تحتاجه أن يعود إليك.


الثلاثاء، 29 يوليو 2025

قصة القاضي الذي عرف السارق بفطنته

 ⚖


يُروى أن رجلًا دخل على القاضي يشكو أنه فقد كيسًا من المال في السوق.

فسأله القاضي: «هل تشكّ في أحد؟»

قال الرجل: «لا، فقد كان السوق مزدحمًا جدًا.»


فقال القاضي للحاجب: «نادِ كل من كان في السوق وقت السرقة.»


فجاء جمعٌ من الناس، بعضهم خائف وبعضهم مطمئن.


نظر إليهم القاضي وقال ساخرًا:


«الحمد لله أن الكيس المسروق كان فيه فلفل كثير، فقد تلوثت أيدي اللصوص به، وستبقى رائحته عالقة فيهم!»


وما إن قال هذا حتى رفع أحدهم يده خفيةً ليشمّها ليتأكد من عدم وجود رائحة فلفل.


فأشار القاضي فورًا إلى الحاجب:


«هذا هو السارق… قبضوا عليه.»


فأنكر الرجل في البداية، ثم اعترف بعد أن رأى دهشة الجميع.


فقال القاضي مبتسمًا:


«اللص لا يفضحه الفلفل… بل خوفه من الفضيحة!»

















الجمعة، 18 يوليو 2025

حكاية الأعرابي وحبل البئر

يُحكى أن أعرابيًا اسمه زيد، كان كثير الترحال في الصحراء، يعتمد على ذكائه وفطنته في مواجهة صعوبات الطريق.

وذات يومٍ قائظٍ شديد الحرارة، والشمس تلتهب في كبد السماء، شعر زيد بالعطش الشديد حتى جفّ حلقه، فراحت عيناه تبحثان عن ماء يروي ظمأه.

وبينما هو يسير في الصحراء، وقع بصره على بئرٍ قديم نصف مطموس بالرمال، فتهلّل وجهه فرحًا وأسرع إليه، لكن خيبة الأمل أسرعت إليه أيضًا؛ إذ وجد البئر بلا دلو ولا حبل!

نظر الأعرابي إلى ماء البئر اللامع في القاع البعيد، وقال في نفسه:

«ما نفع ماء لا يُنال؟!»

وفي هذه اللحظة مرّ مسافرٌ آخر على ناقته، وقد بدا عليه التعب الشديد، وكان معه قربة ماء صغيرة وحبل قديم يتدلى من جانب راحلته.

اقترب الأعرابي منه وقال برجاء:

– «يا أخي، غلبني العطش، أفلا تسقيني قليلاً من مائك؟»


نظر الرجل إلى قربته وقال بتردد وبخل:

– «عذراً، ما معي إلا ما يكفيني لطريقي».

سكت الأعرابي قليلًا، ثم وقعت عينه على الحبل المعلق براحلته، فقال للرجل:

– «أترضى أن تبيعني هذا الحبل؟»


تعجب الرجل من طلبه وقال ساخرًا:

– «تشتري حبلًا باليًا؟ خذه بدينار!»

مدّ الأعرابي يده بهدوء وأخرج دينارًا لامعًا، فأخذه الرجل مسرورًا في نفسه بما ظنّه مكسبًا غريبًا، ثم مضى الأعرابي ومعه الحبل.


ربط الأعرابي الحبل بدلو صغير كان يحمله في رحلته، وأنزله في البئر حتى استخرج الماء وشرب حتى ارتوى.

وبينما هو يشرب، اشتدّ العطش بالرجل صاحب الناقة الذي باعه الحبل، فجاءه وقال بخجل:

– «لقد جفّ حلقي… أسقني معك مما استخرجته».


نظر إليه زيد الأعرابي مبتسمًا وقال:

– «تفضل واشرب، الماء للجميع».

فسقاه الأعرابي من غير أن يطلب منه شيئًا، مع أنه منذ قليل باعه الحبل ورفض أن يسقيه من قربته.


ثم قال له الأعرابي:

– «اعلم يا أخي: قيمة الشيء ليست في ثمنه، بل في الحاجة إليه… والكرم لا يُشترى ولا يُباع».

فانصرف الرجل وهو يتمتم في نفسه:

«ما أغنى القلب الكريم… وما أفقر القلب البخيل!»

✨ العبرة:

أحيانًا نملك شيئًا بسيطًا فلا نقدّر قيمته، لكن العاقل يراه كنزًا وقت الحاجة.

 والأكرم من ذلك: أن تُحسن لمن أساء إليك، فهذا هو الكرم الحق.



الاثنين، 14 يوليو 2025

الفلاح وحماره الذكي


في قريةٍ صغيرةٍ منذ عشرات السنين، كان هناك فلاح طيب يملك حمارًا عجوزًا يعتمد عليه في نقل الماء والخشب.

وذات صباح، سقط الحمار في بئرٍ قديم جافّ.


هرع الفلاح وأهل القرية لإنقاذه، لكنهم وجدوا أن إخراجه صعب جدًا، فالبئر عميق والحمار ثقيل وعجوز.

قال بعضهم: «هذا الحمار صار عجوزًا، لن يفيدك بعد الآن... فلنردم البئر بالحمار داخله ونتخلص من المشكلة!»


حزن الفلاح قليلًا لكنه اقتنع في النهاية، وبدأ مع أهل القرية في إلقاء التراب على الحمار.

لكن العجيب… أن الحمار كلما سقط التراب على ظهره كان يهز جسده ليسقطه أرضًا ثم يقف فوقه!

استمر الناس في إلقاء التراب، واستمر الحمار في التخلص منه ثم الوقوف عليه… شيئًا فشيئًا حتى ارتفع مستوى الأرض داخل البئر…

وفي النهاية، قفز الحمار خارج البئر بنفسه سالمًا!


ضحك الناس من ذكاء الحمار، أما الفلاح فقال مبتسمًا:

«انظروا… حتى المصيبة يمكن أن تصبح سلّمًا نخرج به من أعمق حفرة… المهم ألا نستسلم!»


✨ الفائدة والمعنى:

مهما رمى الناس علينا من صعوبات أو كلامٍ جارح… يمكننا أن نهزّه عنّا، ونصعد فوقه ليكون سببًا في قوتنا وخروجنا من أزماتنا.


اختفاء "لارس ميتانك": الرجل الذي ركض إلى الغابة ولم يعد

في صيف عام 2014، سافر شاب ألماني يُدعى لارس ميتانك (28 عامًا) إلى بلغاريا مع أصدقائه لقضاء عطلة على شاطئ البحر الأسود. بدا كل شيء طبيعيًا في...