في إحدى ليالي الربيع الهادئة، كان حيّ صغير في سان دييغو – كاليفورنيا يغفو على أصوات العصافير ونسمات الهواء اللطيف. داخل أحد البيوت، كان طفل في العاشرة من عمره يلعب بهدوء بينما أخته الرضيعة تنام في سريرها. لم يكن أحد يتوقع أن تتحول تلك الليلة الهادئة إلى اختبار بطولي لطفل صغير.
فجأة، بدأ الدخان يتسلل من المطبخ، ثم ما لبث أن تحوّل إلى لهب يلتهم المكان. لم يكن أمام الصغير سوى ثوانٍ ليتصرف. تذكّر ما تعلمه في المدرسة عندما جاء رجال الإطفاء ليتحدثوا عن "السلامة من الحرائق":
"إذا شممت الدخان، لا تنتظر... أخرج فورًا وأنقذ من تستطيع."
تحرك قلبه قبل جسده. ركض إلى غرفة أخته، حملها بين ذراعيه رغم صغر سنه، ثم أسرع نحو الباب وهو يكاد يختنق من الدخان. كان السقف يتساقط منه الرماد، وصوت النار يعلو، لكن عزيمته كانت أكبر من خوفه.
خرج الطفل إلى الشارع وهو يصرخ لطلب النجدة. تجمع الجيران، وجاءت سيارات الإطفاء بسرعة. بفضل شجاعته، نجت الرضيعة من موت محقق، ولم يصب أي فرد من العائلة بأذى خطير.
الدرس من القصة
أحيانًا يولد الأبطال في أصغر الأجساد. ذلك الطفل لم ينتظر أحدًا، لم يخَف، بل تذكّر ما تعلمه وتصرف بجرأة. إنّها رسالة لنا جميعًا: الشجاعة لا ترتبط بالعمر، بل بالنية والقلب والإرادة.










