السبت، 2 أغسطس 2025

حين باع الخليفة ملكه مقابل كوب ماء!

🏺✨في أحد أيام خلافة هارون الرشيد، جلس الخليفة في مجلسه الفاخر تحيط به الحاشية والوزراء، والذهب والحرير يملأ المكان. ورغم عظمة هذا الملك، خطر بباله سؤال جعل المجلس يصمت في ترقّب.



التفت الرشيد إلى واحدٍ من حكمائه وقال له:

«صفْ لي الدنيا يا حكيم.»

تنهد الحكيم قليلًا ثم قال بهدوء:

«يا أمير المؤمنين، لولا أن الدنيا زائلة والآخرة دائمة، لَما كان نعيمها يزول، ولا مُلكها يذهب.»


أعجب الخليفة بكلماته، لكنه أراد مزيدًا من الحكمة فسأله:

«زدني.»

قال الحكيم:

«تخيَّل يا أمير المؤمنين أنك عطشت عطشًا شديدًا حتى أشرفتَ على الهلاك، فجاءك من يقول: لا أسقيك إلا بنصف مُلكك... أكنت تعطيه نصف الملك؟»


قال الرشيد بلا تردّد:

«نعم، أفعل.»


تابع الحكيم قائلاً:

«ثم بعد أن شربتَ وأرويت عطشك، مُنعت من إخراج هذا الماء، وقيل لك: لا يُخرج إلا بنصف مُلكك الآخر... أكنت تدفعه؟»


قال الرشيد وقد بان التأثر على وجهه:

«نعم.»


ابتسم الحكيم وقال:

«فما فائدة مُلكٍ لا يساوي شربة ماء تدخل ولا تخرج؟!»


ساد المجلس صمتٌ مهيب، وأطرق هارون الرشيد رأسه متأملًا، ثم قال:

«صدقتَ يا حكيم.»


🌿 العبرة:

في لحظة حاجة حقيقية، قد يساوي ما نظنه تافهًا — مثل شربة ماء — أكثر من كنوز الأرض كلها. فالسعادة الحقيقية والنجاة لا تكون أبدًا في المال أو الجاه، بل في تقدير النعم البسيطة والشكر عليها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أين تذهب الأرواح بعد الموت؟

حين يموت الإنسان وتخرج روحه من جسده، تنتقل إلى حياةٍ جديدة تُسمّى «الحياة البرزخية»، وهي المرحلة التي تفصل بين الدنيا والآخرة، وفيها تنعم ال...