الثلاثاء، 26 أغسطس 2025

قصة اختفاء الطائرة الماليزية MH370: الرحلة التي لم تعد

في صباح الثامن من مارس عام 2014، أقلعت طائرة الخطوط الجوية الماليزية MH370 من مطار كوالالمبور متجهة إلى بكين. على متنها 239 شخصًا، من طاقم وركاب، أغلبهم كانوا يتوقعون رحلة عادية لا تتجاوز الساعات الست.


بعد دقائق قليلة من الإقلاع، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي تمامًا، حتى اللحظة التي انقطع فيها الاتصال بالطائرة بشكل مفاجئ. لم تصل أي إشارات استغاثة، ولم يكن هناك أي تفسير فوري. اختفت الطائرة وكأنها تبخرت في الهواء.

بدأت عمليات البحث الدولية بمشاركة عشرات الدول، وغُطّيت مساحات شاسعة من المحيط الهندي. ورغم استخدام أحدث الأقمار الصناعية وأجهزة الرادار، بقيت الطائرة لغزًا حيّر العالم. بعد شهور من البحث، عُثر على حطام يُعتقد أنه يعود للطائرة على سواحل المحيط الهندي، لكن ما زال مصير الركاب مجهولًا حتى اليوم.

الغموض لم يقف عند حدود الاختفاء فقط، بل إن التحقيقات فتحت أبوابًا للتساؤلات:

هل كان هناك عطل مفاجئ؟

هل تعمّد أحد إيقاف أجهزة الاتصال بالطائرة؟

ولماذا غيّرت الطائرة مسارها فجأة قبل أن تختفي؟

رغم مرور أكثر من عقد على الحادثة، لا يزال العالم يتذكر قصة الطائرة الماليزية باعتبارها واحدة من أكثر الألغاز غموضًا في تاريخ الطيران. قصة تحمل في طياتها دراما إنسانية، ومعاناة عائلات ما زالت تنتظر الحقيقة، ورسالة تذكّرنا بأن بعض الأسرار قد تبقى مدفونة في أعماق البحار.


السبت، 23 أغسطس 2025

قصة الطفل الذي أنقذ أسرته من الحريق


في إحدى ليالي الربيع الهادئة، كان حيّ صغير في سان دييغو – كاليفورنيا يغفو على أصوات العصافير ونسمات الهواء اللطيف. داخل أحد البيوت، كان طفل في العاشرة من عمره يلعب بهدوء بينما أخته الرضيعة تنام في سريرها. لم يكن أحد يتوقع أن تتحول تلك الليلة الهادئة إلى اختبار بطولي لطفل صغير.


فجأة، بدأ الدخان يتسلل من المطبخ، ثم ما لبث أن تحوّل إلى لهب يلتهم المكان. لم يكن أمام الصغير سوى ثوانٍ ليتصرف. تذكّر ما تعلمه في المدرسة عندما جاء رجال الإطفاء ليتحدثوا عن "السلامة من الحرائق":

"إذا شممت الدخان، لا تنتظر... أخرج فورًا وأنقذ من تستطيع."


تحرك قلبه قبل جسده. ركض إلى غرفة أخته، حملها بين ذراعيه رغم صغر سنه، ثم أسرع نحو الباب وهو يكاد يختنق من الدخان. كان السقف يتساقط منه الرماد، وصوت النار يعلو، لكن عزيمته كانت أكبر من خوفه.


خرج الطفل إلى الشارع وهو يصرخ لطلب النجدة. تجمع الجيران، وجاءت سيارات الإطفاء بسرعة. بفضل شجاعته، نجت الرضيعة من موت محقق، ولم يصب أي فرد من العائلة بأذى خطير.

الدرس من القصة

أحيانًا يولد الأبطال في أصغر الأجساد. ذلك الطفل لم ينتظر أحدًا، لم يخَف، بل تذكّر ما تعلمه وتصرف بجرأة. إنّها رسالة لنا جميعًا: الشجاعة لا ترتبط بالعمر، بل بالنية والقلب والإرادة.


الثلاثاء، 19 أغسطس 2025

قصة الشاب الذي أنقذ ركاب القطار


في عام 2015، في مدينة فيلادلفيا بالولايات المتحدة، كان قطار ركاب مزدحم يسير بسرعة كبيرة، وفجأة خرج عن مساره بشكل مفاجئ. تصاعد الصراخ والفوضى، والناس حاولوا النجاة بأنفسهم.





في وسط كل هذا كان هناك شاب اسمه كوري هوكر، عمره 20 سنة فقط. بدلًا من أن يركض لينجو بنفسه، بدأ يساعد الناس المحاصرين. كسر النوافذ بيديه، وأخرج الأطفال والنساء واحدًا تلو الآخر.


رغم أنه لم يكن يعرف أيًا من الركاب، لكنه ظل ينقذهم بلا توقف حتى سالت الدماء من يديه وتعرض لإصابة في كتفه. الشاب أنقذ عشرات الأشخاص في تلك الليلة المظلمة، قبل أن ينهار هو نفسه من التعب والجروح.


بعد الحادث، قال كوري:

"لم أفكر كثيرًا، فقط كنت أقول لنفسي: هؤلاء بشر مثل أهلي، لا يمكن أن أتركهم."

القصة انتشرت في الإعلام الأمريكي وأطلقوا عليه لقب "بطل القطار". لكنها أيضًا تحمل عبرة عظيمة:

البطولة الحقيقية ليست في الشهرة أو القوة، بل في التضحية من أجل الآخرين.


لحظة صدق واحدة قد تغيّر حياة عشرات البشر.


الجمعة، 15 أغسطس 2025

قصة الفلاح والجرة المكسورة



كان في قرية صغيرة فلاح طيب يعمل في أرضه من الصباح حتى المساء.

وكان عنده جرتان كبيرتان ينقل بهما الماء من النهر إلى بيته.


إحدى الجرتين سليمة تمامًا، أما الأخرى فكان فيها شق صغير، يتسرب منه الماء.

ومع ذلك كان الفلاح يستعملهما معًا كل يوم.


كانت الجرة السليمة تفتخر بنفسها وتقول:

– أنقل الماء كاملاً بلا نقصان.

أما الجرة المكسورة فكانت حزينة وتبكي:

– أنا عديمة الفائدة، كل يوم أخسر نصف الماء.


ابتسم الفلاح وقال لها يومًا:

– لا تحزني، سأريك ما صنعتِ.


وفي اليوم التالي، أخذ الجرتين على الطريق كعادته، ثم قال للجرة المكسورة:

– انظري على جانبك من الطريق.

فإذا بالزهور والأعشاب الخضراء تنمو على طول الطريق الذي تسرب فيه الماء!

فقال لها الفلاح:

– لولا كسرك، لما امتلأ الطريق جمالًا.

أنتِ لم تنقصي من عملي، بل أضفتِ بركة وزينة.


العبرة

قد يكون في عيوبنا خير لا نراه، فالله يجعل من النقص جمالًا، ومن الضعف منفعة.


قصة التاجر والميزان



كان في السوق تاجر يبيع بالميزان، لكنه كان يضع حجرًا صغيرًا في إحدى الكفتين ليأخذ من الناس أكثر.


وكان كلما باع قال بثقة:

– هذا الميزان لا يخطئ أبدًا!


وذات يوم اشترى منه رجل فقير قليلًا من الدقيق، فلما رجع إلى بيته وجد الحجر في الكيس بدل أن يكون في الكفة.

فذهب إلى التاجر وقال له مبتسمًا:

– جزاك الله خيرًا، أعطيتني الدقيق ومعه الحجر مجانًا!


فانتشر الخبر في السوق، وضحك الناس على التاجر حتى ترك الغش خجلاً.


العبرة: من يحتال على الناس ينكشف سريعًا، والصدق أثمن من كل ربح.


قصة: القاضي والخصمان


كان في مدينة الكوفة قاضٍ عادل، يُشتهر بذكائه وحسن حكمه.

وذات يوم جاءه رجلان يختصمان في بستان.



قال الأول:

– أيها القاضي، هذا البستان لي، زرعته بمالي وتعبت فيه، وهذا الرجل يريد أن يغتصبه.

وقال الثاني:

– كذب يا سيدي! البستان لي، ورثته عن أبي وجدي، وهذا الرجل يريد أن يأخذه مني ظلمًا.


فكر القاضي قليلًا، ثم قال:

– اجلسا عندي حتى أتأكد من الحق.


أمر أن يؤتى بالبستاني الذي يخدم في ذلك البستان منذ سنين، وسأله:

– لمن هذا البستان يا رجل؟

فقال البستاني:

– لا أعرف، سيدي. أحيانًا يأتيني هذا فيأمرني، وأحيانًا ذاك، وأنا أعمل لمن حضر.


فأمر القاضي أن يُؤتى بتراب من البستان. فأخذ حفنة بيده وشمّها، ثم قال:

– يا أهل المجلس، لقد عرفت صاحب البستان!


تعجب الناس وقالوا: كيف عرفت؟

فأجاب القاضي مبتسمًا:

– وجدت رائحة العرق في هذا التراب، فهي تشهد لمن زرع وسقى وتعب فيه. أما الذي يزعم أنه ورثه فلم يعرف حتى رائحته.


فأقرّ الرجل الثاني بخطئه، وحكم القاضي لصاحب الحق.

وانصرف الناس يعجبون من ذكاء القاضي وعدله.


العبرة:

الحق لا يضيع ما دام وراءه من يتمسّك به، والباطل قد يعلو حينًا لكنه لا يثبت أمام العدل والذكاء.


قصة: البخيل والضيف الثقيل


كان في مدينة البصرة رجل بخيل جدًا، لا يدخل بيته ضيف إلا ويفكر كيف يتخلّص منه بأسرع وقت.

وذات يوم جاءه رجل غريب وقال:

– يا سيدي، أنا مسافر غريب نزلتُ مدينتكم ولا أعرف أحدًا، هل أجد عندك مأوى هذه الليلة؟

اضطرب البخيل، لكنه اضطر أن يستضيفه خوفًا من كلام الناس.



أدخل الرجل إلى بيته وقدّم له خبزًا يابسًا وقليلًا من الماء، وقال له:

– اعذرني، هذا طعامي كل ليلة.

فابتسم الضيف وقال:

– ما أجمل البساطة! هذا أنفع للصحة من الولائم.


نام البخيل مهمومًا يفكر: "كيف أتخلص من هذا الضيف غدًا؟"

لكن الضيف استيقظ صباحًا وقال:

– جزاك الله خيرًا، ما أطيب بيتك! هل تسمح لي أن أبقى يومين آخرين حتى أجد مكانًا أنسب؟

فلم يعرف البخيل كيف يعتذر.


ومرت أيام، والضيف لا يغادر، حتى صار أهل الحي يسألون: "من هذا الذي يقيم عندك؟"

فاضطر البخيل أن يقول: "هو ضيف عزيز… لا أستطيع أن أرده."


وفي النهاية، غضب البخيل وقال للضيف:

– يا رجل، ألا تعرف أن الضيف ثلاثة أيام، وبعدها يصبح ثقيلاً؟

فابتسم الضيف وقال:

– نعم أعرف، لكنك بخيل، ولو خرجتُ من بيتك لقلتَ: "أكل طعامي ورحل!" لذلك أبقى عندك حتى لا تظلم نفسك.

فانفجر البخيل غيظًا، وضحك أهل الحي من ذكاء الضيف.


العبرة

الكرم لا يُقاس بكثرة الطعام، بل بطيب النفس. والبخيل حتى لو قدّم القليل يظل يشعر أن الضيف سرق منه، بينما الكريم يرى أن ما عنده يزداد بالبركة.



الأربعاء، 13 أغسطس 2025

بالتو… الكلب الذي هزم العاصفة وأنقذ القرية

 🐾❄

في شتاء عام 1925، في بلدة نائية بألاسكا اسمها "نوم"، انتشر مرض الدفتيريا بين الأطفال بسرعة مرعبة، وبدأت حياتهم في خطر شديد. المشكلة أن البلدة كانت محاصرة بالثلوج الكثيفة، ولا يمكن لأي وسيلة نقل أن تصل إليها بالأدوية اللازمة.


هنا جاء الحل الغريب: كلاب الزلاجات.

اختير كلب شجاع اسمه بالتو ليقود فريقًا من الكلاب في رحلة محفوفة بالمخاطر لمسافة أكثر من 1000 كيلومتر عبر الجبال والثلوج العاصفة.



كانت الحرارة تصل إلى 50 درجة تحت الصفر، والرياح قوية لدرجة أن العاصفة كانت تكاد تقتلع الزلاجة. لكن بالتو، رغم التعب والجليد الذي غطى جسده، استمر يركض ويقود الفريق دون توقف تقريبًا.

بعد أيام من المشقة، وصل بالتو وفريقه إلى القرية ومعهم الدواء، وتم إنقاذ عشرات الأطفال من الموت.

أصبح بالتو بطلًا وطنيًا في أمريكا، وأقيم له تمثال في نيويورك تخليدًا لشجاعته، ولا تزال قصته تُروى حتى اليوم كرمز للإخلاص والشجاعة.


الأحد، 10 أغسطس 2025

قصة أصحاب الأخدود

المقدمة

قال الله تعالى:

﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ۝ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ۝ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ۝ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ۝ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [البروج: 4–8].


بداية القصة

يحكي النبي ﷺ في حديث صهيب الرومي – رواه مسلم – أن ملكًا من الملوك كان فيمن كان قبلكم، وكان لهذا الملك ساحر، فلما كبر الساحر قال للملك: "إني قد كبرت، فابعث إليّ غلامًا أعلّمه السحر".

فأرسل الملك غلامًا ذكيًا ليكون تلميذًا للساحر. وفي طريقه كان الغلام يمر على راهب مؤمن يعبد الله على دين الحق، فجلس معه وتعلّم منه الإيمان، فصار قلب الغلام متعلقًا بالله، وعقله يتعلّم من الراهب، وفي نفس الوقت يدرس السحر عند الساحر.

الإيمان يظهر

كبر الغلام، ووهبه الله آية: أن يبرئ الأكمه والأبرص ويشفي المرضى بإذن الله. فانتشر خبره بين الناس حتى سمع به أحد حاشية الملك وكان أعمى، فجاءه بهدايا كثيرة ليشفيه، فقال الغلام: "إني لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله، فإن آمنت بالله دعوتُه فشفاك". فآمن الرجل فشفاه الله.

الملك يواجه الدعوة

وصل الخبر إلى الملك، فغضب وأمر بإحضار الغلام، وعذّبه حتى دلّ على الراهب. فأُتي بالراهب، فقيل له: "ارجع عن دينك"، فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقين، فمات شهيدًا.

ثم جاؤوا برجل الحاشية، فأبَى الرجوع عن دينه، ففعلوا به مثل الراهب.

وأُتي بالغلام، لكن الله أنجاه مرات عدة عندما حاولوا قتله: مرة ألقوه من جبل فسقط الجنود وهلكوا وبقي حيًا، ومرة أرسلوه في قارب ليغرقوه فغرقوا ونجا.

إيمان الناس

عاد الغلام إلى الملك وقال: "لن تقتلني حتى تفعل ما آمرك".

قال الملك: "وما هو؟"

قال: "تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، وتأخذ سهمًا من كنانتي، وتقول: بسم الله رب الغلام، ثم ترميني، فإن فعلت قتلتني".

فجمع الملك الناس، وفعل ما أمره به الغلام، فقال: "بسم الله رب الغلام"، فرماه فأصاب السهم صدغه فمات الغلام شهيدًا.

النهاية العظيمة

فلما رأى الناس ذلك قالوا جميعًا: "آمنا برب الغلام"، فاشتد غضب الملك، وأمر بحفر أخاديد عظيمة في الأرض، وأوقد فيها النيران، وألقى فيها كل من تمسك بدينه، حتى النساء، حتى إن امرأة جاءت ومعها رضيعها فترددت أن تلقي نفسها، فنطق الطفل وقال: "يا أمه اصبري فإنك على الحق".

العبرة

قال الله تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ [البروج: 10].

إنها قصة الثبات على الدين، والصبر على الأذى في سبيل الله، وأن النصر الحقيقي هو أن تلقى الله ثابتًا على الحق ولو فقدت الدنيا كلها.

الأربعاء، 6 أغسطس 2025

قصة "الساعة الذهبية" التي أنقذت العائلة من الضياع

في عام 1994، في أحد الأسواق الشعبية في مدينة الدمام بالسعودية، كان هناك شاب فقير يُدعى "صالح"، يعمل كبائع بسيط على بسطته يبيع السبح والمفاتيح وبعض الإكسسوارات.


في يومٍ شديد الحرّ، اقترب منه رجل ستيني أنيق، وقد بدت عليه علامات التوتر، وسأله:

"يا ولدي... نسيت محفظتي في البيت، وأنا مستعجل، عندي موعد مهم. هل يمكنك أن تُقرضني 100 ريال وسأرجعها غدًا؟"


صالح، رغم ضيق حاله، لم يتردد، أخرج المبلغ من صندوقه الصغير، ومده إليه وهو يقول:

"خذها عمي، الله ييسر لك... ما بيننا حساب."

الرجل تأثر جدًا، وسأله عن اسمه، ثم رحل على عجل.



الساعة الذهبية:

بعد يومين، عاد الرجل... لكن هذه المرة ومعه ابنه الشاب، وقدّم لـ"صالح" ظرفًا فيه 100 ريال، وساعة ذهبية ثمينة، وقال له:

"أنا رجل أعمال، وهذه الساعة هدية لك... لأنك علّمت ابني درسًا في الثقة والرجولة لن ينساه."

أبى صالح أن يأخذ الساعة، لكن الرجل أصرّ، وغادر بعد أن شكره بحرارة.


الأزمة الكبرى

مرّت سنوات. وفي عام 2001، أُصيب والد صالح بجلطة دماغية، واحتاج إلى عملية عاجلة في الخارج، وكانت التكلفة خيالية بالنسبة لهم – نحو 90 ألف ريال.


أصيب صالح بانهيار، جلس في زاوية المستشفى يبكي، ولا يعرف من أين يأتي بهذا المبلغ. وفي تلك اللحظة، تذكّر الساعة الذهبية!

أخرجها من خزانة قديمة، وذهب بها إلى تاجر ذهب في المدينة. فتحها التاجر، ونظر إليه مذهولًا، وقال:

"من أين لك هذه الساعة؟ هذه ماركة نادرة جدًا… وسعرها لا يقل عن 120 ألف ريال!"


باع صالح الساعة، وسافر بوالده، وأُجريت العملية بنجاح، وعاش الوالد بعدها 12 عامًا بصحة جيدة.


كلما سُئل صالح عن القصة، قال بابتسامة:

"كانت 100 ريال أعطيتها لله… وردّها الله بساعة تُنقذ أبي وحياتنا كلّها. ما نقص مال من صدقة… بل يزيد ويرتفع."


🌟 العبرة من القصة:

الثقة والنية الصادقة لا تضيع أبدًا.

قد يكون المعروف الذي تقدّمه صغيرًا… لكن الله يردّه لك أضعافًا مضاعفة.

لا تتردد في فعل الخير… فأنت لا تعلم متى تحتاجه أن يعود إليك.


السبت، 2 أغسطس 2025

أين تذهب الأرواح بعد الموت؟


حين يموت الإنسان وتخرج روحه من جسده، تنتقل إلى حياةٍ جديدة تُسمّى «الحياة البرزخية»، وهي المرحلة التي تفصل بين الدنيا والآخرة، وفيها تنعم الأرواح أو تُعذَّب حتى تُعاد إلى أجسادها يوم القيامة.


وقد بيَّن العلماء—ومنهم الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح—أن الأرواح تختلف في منازلها ومستقرّاتها في البرزخ بحسب أعمال أصحابها ودرجاتهم عند الله، ويمكن تلخيص ذلك فيما يلي:



1️⃣ أرواح الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

أرواحهم في أعلى عليين، في الرفيق الأعلى، وهذا مصداق ما قاله النبي ﷺ في لحظة الاحتضار:

«اللهم الرفيق الأعلى»

(رواه البخاري ومسلم).

وقد رأى النبي ﷺ بعض الأنبياء في السماوات المختلفة ليلة الإسراء والمعراج (رواه البخاري ومسلم).


2️⃣ أرواح الشهداء

أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش.

قال ﷺ: «أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل»

(رواه مسلم).


وجاء أيضًا:

«الشهداء على بارِقِ نهرٍ بباب الجنة، في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرةً وعشيًّا»

(رواه أحمد وحسنه الألباني).


3️⃣ أرواح المؤمنين الصالحين

تكون طيورًا تعلَق (تأوي) في أشجار الجنة، وتتنعم فيها حتى يوم البعث.


جاء في حديث كعب بن مالك مرفوعًا: «إنما نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه»

(رواه مالك في الموطأ وصححه الألباني).


4️⃣ أرواح العصاة وأصحاب الكبائر

تتنوع أماكن عذابهم وأوصافهم بحسب الذنب:

  • من نام عن الصلاة المكتوبة: يُشدَخ رأسه بصخرة حتى يعود رأسه كما كان، فيعاد الشدخ وهكذا.

  • الزُّناة: يُعذَّبون في ثقب يشبه التنور، ضيق من الأعلى واسع من الأسفل، تحته نار تتقد.
  • آكلو الربا: يُسبحون في نهر من دم، ويلقمون الحجارة.
  • الكذّابون والمنافقون: تُشدق أفواههم بكلوب من حديد حتى تصل قفاهم.

هذه الأوصاف جاءت مفصلة في حديث طويل عن رؤيا النبي ﷺ الذي رواه البخاري.


5️⃣ أرواح من عليهم دَين

قد تُحبس أرواحهم عن دخول الجنة حتى يُقضى دينهم.

قال ﷺ: «نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه»

(رواه الترمذي وحسنه الألباني).


6️⃣ أرواح الكفار

تُقبض أرواحهم بروحٍ كريهة منتنة، وتُعاد إلى أجسادهم في القبر للعذاب.

جاء في حديث البراء بن عازب الطويل: «فتخرج – يعني روح الكافر – كأنتن ريح جيفة»

(رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني).


📚 خلاصة مختصرة

أعلى عليين: أرواح الأنبياء.

حواصل طير خضر في الجنة: أرواح الشهداء.

تعلَق في شجر الجنة: أرواح المؤمنين الصالحين.

عذاب البرزخ المتنوع: أرواح العصاة بحسب ذنوبهم.

محبوسة حتى يُقضى عنها الدين: أرواح المدينين.

روحٌ خبيثة تُعذَّب في القبر: أرواح الكفار.



حين باع الخليفة ملكه مقابل كوب ماء!

🏺✨في أحد أيام خلافة هارون الرشيد، جلس الخليفة في مجلسه الفاخر تحيط به الحاشية والوزراء، والذهب والحرير يملأ المكان. ورغم عظمة هذا الملك، خطر بباله سؤال جعل المجلس يصمت في ترقّب.



التفت الرشيد إلى واحدٍ من حكمائه وقال له:

«صفْ لي الدنيا يا حكيم.»

تنهد الحكيم قليلًا ثم قال بهدوء:

«يا أمير المؤمنين، لولا أن الدنيا زائلة والآخرة دائمة، لَما كان نعيمها يزول، ولا مُلكها يذهب.»


أعجب الخليفة بكلماته، لكنه أراد مزيدًا من الحكمة فسأله:

«زدني.»

قال الحكيم:

«تخيَّل يا أمير المؤمنين أنك عطشت عطشًا شديدًا حتى أشرفتَ على الهلاك، فجاءك من يقول: لا أسقيك إلا بنصف مُلكك... أكنت تعطيه نصف الملك؟»


قال الرشيد بلا تردّد:

«نعم، أفعل.»


تابع الحكيم قائلاً:

«ثم بعد أن شربتَ وأرويت عطشك، مُنعت من إخراج هذا الماء، وقيل لك: لا يُخرج إلا بنصف مُلكك الآخر... أكنت تدفعه؟»


قال الرشيد وقد بان التأثر على وجهه:

«نعم.»


ابتسم الحكيم وقال:

«فما فائدة مُلكٍ لا يساوي شربة ماء تدخل ولا تخرج؟!»


ساد المجلس صمتٌ مهيب، وأطرق هارون الرشيد رأسه متأملًا، ثم قال:

«صدقتَ يا حكيم.»


🌿 العبرة:

في لحظة حاجة حقيقية، قد يساوي ما نظنه تافهًا — مثل شربة ماء — أكثر من كنوز الأرض كلها. فالسعادة الحقيقية والنجاة لا تكون أبدًا في المال أو الجاه، بل في تقدير النعم البسيطة والشكر عليها.


اختفاء "لارس ميتانك": الرجل الذي ركض إلى الغابة ولم يعد

في صيف عام 2014، سافر شاب ألماني يُدعى لارس ميتانك (28 عامًا) إلى بلغاريا مع أصدقائه لقضاء عطلة على شاطئ البحر الأسود. بدا كل شيء طبيعيًا في...