في عام 1994، في أحد الأسواق الشعبية في مدينة الدمام بالسعودية، كان هناك شاب فقير يُدعى "صالح"، يعمل كبائع بسيط على بسطته يبيع السبح والمفاتيح وبعض الإكسسوارات.
في يومٍ شديد الحرّ، اقترب منه رجل ستيني أنيق، وقد بدت عليه علامات التوتر، وسأله:
"يا ولدي... نسيت محفظتي في البيت، وأنا مستعجل، عندي موعد مهم. هل يمكنك أن تُقرضني 100 ريال وسأرجعها غدًا؟"
صالح، رغم ضيق حاله، لم يتردد، أخرج المبلغ من صندوقه الصغير، ومده إليه وهو يقول:
"خذها عمي، الله ييسر لك... ما بيننا حساب."
الرجل تأثر جدًا، وسأله عن اسمه، ثم رحل على عجل.
الساعة الذهبية:
بعد يومين، عاد الرجل... لكن هذه المرة ومعه ابنه الشاب، وقدّم لـ"صالح" ظرفًا فيه 100 ريال، وساعة ذهبية ثمينة، وقال له:
"أنا رجل أعمال، وهذه الساعة هدية لك... لأنك علّمت ابني درسًا في الثقة والرجولة لن ينساه."
أبى صالح أن يأخذ الساعة، لكن الرجل أصرّ، وغادر بعد أن شكره بحرارة.
الأزمة الكبرى
مرّت سنوات. وفي عام 2001، أُصيب والد صالح بجلطة دماغية، واحتاج إلى عملية عاجلة في الخارج، وكانت التكلفة خيالية بالنسبة لهم – نحو 90 ألف ريال.
أصيب صالح بانهيار، جلس في زاوية المستشفى يبكي، ولا يعرف من أين يأتي بهذا المبلغ. وفي تلك اللحظة، تذكّر الساعة الذهبية!
أخرجها من خزانة قديمة، وذهب بها إلى تاجر ذهب في المدينة. فتحها التاجر، ونظر إليه مذهولًا، وقال:
"من أين لك هذه الساعة؟ هذه ماركة نادرة جدًا… وسعرها لا يقل عن 120 ألف ريال!"
باع صالح الساعة، وسافر بوالده، وأُجريت العملية بنجاح، وعاش الوالد بعدها 12 عامًا بصحة جيدة.
كلما سُئل صالح عن القصة، قال بابتسامة:
"كانت 100 ريال أعطيتها لله… وردّها الله بساعة تُنقذ أبي وحياتنا كلّها. ما نقص مال من صدقة… بل يزيد ويرتفع."
🌟 العبرة من القصة:
الثقة والنية الصادقة لا تضيع أبدًا.
قد يكون المعروف الذي تقدّمه صغيرًا… لكن الله يردّه لك أضعافًا مضاعفة.
لا تتردد في فعل الخير… فأنت لا تعلم متى تحتاجه أن يعود إليك.






