الثلاثاء، 29 يوليو 2025

قصة القاضي الذي عرف السارق بفطنته

 ⚖


يُروى أن رجلًا دخل على القاضي يشكو أنه فقد كيسًا من المال في السوق.

فسأله القاضي: «هل تشكّ في أحد؟»

قال الرجل: «لا، فقد كان السوق مزدحمًا جدًا.»


فقال القاضي للحاجب: «نادِ كل من كان في السوق وقت السرقة.»


فجاء جمعٌ من الناس، بعضهم خائف وبعضهم مطمئن.


نظر إليهم القاضي وقال ساخرًا:


«الحمد لله أن الكيس المسروق كان فيه فلفل كثير، فقد تلوثت أيدي اللصوص به، وستبقى رائحته عالقة فيهم!»


وما إن قال هذا حتى رفع أحدهم يده خفيةً ليشمّها ليتأكد من عدم وجود رائحة فلفل.


فأشار القاضي فورًا إلى الحاجب:


«هذا هو السارق… قبضوا عليه.»


فأنكر الرجل في البداية، ثم اعترف بعد أن رأى دهشة الجميع.


فقال القاضي مبتسمًا:


«اللص لا يفضحه الفلفل… بل خوفه من الفضيحة!»

















الجمعة، 18 يوليو 2025

حكاية الأعرابي وحبل البئر

يُحكى أن أعرابيًا اسمه زيد، كان كثير الترحال في الصحراء، يعتمد على ذكائه وفطنته في مواجهة صعوبات الطريق.

وذات يومٍ قائظٍ شديد الحرارة، والشمس تلتهب في كبد السماء، شعر زيد بالعطش الشديد حتى جفّ حلقه، فراحت عيناه تبحثان عن ماء يروي ظمأه.

وبينما هو يسير في الصحراء، وقع بصره على بئرٍ قديم نصف مطموس بالرمال، فتهلّل وجهه فرحًا وأسرع إليه، لكن خيبة الأمل أسرعت إليه أيضًا؛ إذ وجد البئر بلا دلو ولا حبل!

نظر الأعرابي إلى ماء البئر اللامع في القاع البعيد، وقال في نفسه:

«ما نفع ماء لا يُنال؟!»

وفي هذه اللحظة مرّ مسافرٌ آخر على ناقته، وقد بدا عليه التعب الشديد، وكان معه قربة ماء صغيرة وحبل قديم يتدلى من جانب راحلته.

اقترب الأعرابي منه وقال برجاء:

– «يا أخي، غلبني العطش، أفلا تسقيني قليلاً من مائك؟»


نظر الرجل إلى قربته وقال بتردد وبخل:

– «عذراً، ما معي إلا ما يكفيني لطريقي».

سكت الأعرابي قليلًا، ثم وقعت عينه على الحبل المعلق براحلته، فقال للرجل:

– «أترضى أن تبيعني هذا الحبل؟»


تعجب الرجل من طلبه وقال ساخرًا:

– «تشتري حبلًا باليًا؟ خذه بدينار!»

مدّ الأعرابي يده بهدوء وأخرج دينارًا لامعًا، فأخذه الرجل مسرورًا في نفسه بما ظنّه مكسبًا غريبًا، ثم مضى الأعرابي ومعه الحبل.


ربط الأعرابي الحبل بدلو صغير كان يحمله في رحلته، وأنزله في البئر حتى استخرج الماء وشرب حتى ارتوى.

وبينما هو يشرب، اشتدّ العطش بالرجل صاحب الناقة الذي باعه الحبل، فجاءه وقال بخجل:

– «لقد جفّ حلقي… أسقني معك مما استخرجته».


نظر إليه زيد الأعرابي مبتسمًا وقال:

– «تفضل واشرب، الماء للجميع».

فسقاه الأعرابي من غير أن يطلب منه شيئًا، مع أنه منذ قليل باعه الحبل ورفض أن يسقيه من قربته.


ثم قال له الأعرابي:

– «اعلم يا أخي: قيمة الشيء ليست في ثمنه، بل في الحاجة إليه… والكرم لا يُشترى ولا يُباع».

فانصرف الرجل وهو يتمتم في نفسه:

«ما أغنى القلب الكريم… وما أفقر القلب البخيل!»

✨ العبرة:

أحيانًا نملك شيئًا بسيطًا فلا نقدّر قيمته، لكن العاقل يراه كنزًا وقت الحاجة.

 والأكرم من ذلك: أن تُحسن لمن أساء إليك، فهذا هو الكرم الحق.



الاثنين، 14 يوليو 2025

الفلاح وحماره الذكي


في قريةٍ صغيرةٍ منذ عشرات السنين، كان هناك فلاح طيب يملك حمارًا عجوزًا يعتمد عليه في نقل الماء والخشب.

وذات صباح، سقط الحمار في بئرٍ قديم جافّ.


هرع الفلاح وأهل القرية لإنقاذه، لكنهم وجدوا أن إخراجه صعب جدًا، فالبئر عميق والحمار ثقيل وعجوز.

قال بعضهم: «هذا الحمار صار عجوزًا، لن يفيدك بعد الآن... فلنردم البئر بالحمار داخله ونتخلص من المشكلة!»


حزن الفلاح قليلًا لكنه اقتنع في النهاية، وبدأ مع أهل القرية في إلقاء التراب على الحمار.

لكن العجيب… أن الحمار كلما سقط التراب على ظهره كان يهز جسده ليسقطه أرضًا ثم يقف فوقه!

استمر الناس في إلقاء التراب، واستمر الحمار في التخلص منه ثم الوقوف عليه… شيئًا فشيئًا حتى ارتفع مستوى الأرض داخل البئر…

وفي النهاية، قفز الحمار خارج البئر بنفسه سالمًا!


ضحك الناس من ذكاء الحمار، أما الفلاح فقال مبتسمًا:

«انظروا… حتى المصيبة يمكن أن تصبح سلّمًا نخرج به من أعمق حفرة… المهم ألا نستسلم!»


✨ الفائدة والمعنى:

مهما رمى الناس علينا من صعوبات أو كلامٍ جارح… يمكننا أن نهزّه عنّا، ونصعد فوقه ليكون سببًا في قوتنا وخروجنا من أزماتنا.


أين تذهب الأرواح بعد الموت؟

حين يموت الإنسان وتخرج روحه من جسده، تنتقل إلى حياةٍ جديدة تُسمّى «الحياة البرزخية»، وهي المرحلة التي تفصل بين الدنيا والآخرة، وفيها تنعم ال...