الأحد، 18 ديسمبر 2022

قصة الملك ووزرائه الثلاثة

 


في يوم من الأيام طلب الملك استدعاء وزرائه الثلاثة 

وأمر كل وزير أن يأخذ كيس ويذهب إلى بستان القصر ويملأ
الكيس بمختلف الثمار والطيبات 

وطلب منهم أن يفعل كل وزير هذا بنفسه ولا يطلب من أحد آخر أن يقوم بالمهمة بدلا منه 

استغرب الوزراء من طلب الملك وأخذ كل واحد منهم كيسه وانطلق
 إلى البستان


الوزير الأول حرص على أن يرضي الملك فجمع أفضل الثمار وأطيبها وملأ كيسه منها 

أما الوزير الثاني فقد كان مقتنع بأن الملك لا يريد الثمار لنفسه وممكن أن يلقي عليه نظرة من بعيد  فقام بجمع الثمار بكسل و إهمال فلم يتحرى الطيب من الفاسد حتى ملأ الكيس .

أما الوزير الثالث فلم يعتقد أن الملك سوف يهتم بمحتوى الكيس أصلاً ولن يفتحه ليرى ما فيها  فملأ الكيس بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار .


وفي اليوم التالي أمر الملك أن يؤتى بالوزراء الثلاثة مع الأكياس
التي جمعوها

فلما جاء الوزراء إلى الملك أمر الملك الجنود بأخذ الوزراء الثلاثة إلى السجن كل واحد منهم في سجن منفرد مع الكيس الذي جمعه  لمدة ثلاثة أشهر في سجن بعيد لا يصل إليهم فيه أحد , وأن يمنع عنهم الأكل والشراب


فالوزير الأول بقي يأكل من ثماره الطيبة التي جمعها بعناية حتى انقضت الأشهر الثلاثة


أما الوزير الثاني فقد عاش الشهور الثلاثة في ضيق وقلة حيلة معتمدا على ماصلح فقط من الثمار التي جمعها


و أما الوزير الثالث فقد مات جوعاً قبل أن ينقضي الشهر الأول


***
العبرة من القصة .. 

والآن اسأل نفسك من أي نوع أنت ؟
فأنت الآن في بستان الدنيا

وعندك الحرية أن تجمع من الأعمال الطيبة أو الأعمال الخبيثة ولكن غدًا عندما يأمر ملك الملوك أن تسجن في قبرك في ذلك السجن الضيق المظلم لوحدك

ماذا تعتقد أنه سوف ينفعك ؟ غير طيبات الأعمال التي جمعتها في حياتك الدنيا ؟


فاللهم وفقنا إلى الأعمال الصالحة التي ترضيك عنا 

الثلاثاء، 26 يوليو 2022

ماشطة بنت فرعون


 

 ماشطة ابنة فرعون 

عَنِ ‏‏ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ‏‏قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 

‏ ‏لَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الَّتِي ‏‏أُسْرِيَ ‏‏بِي فِيهَا ، أَتَتْ عَلَيَّ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ ، فَقُلْتُ : يَا ‏جِبْرِيلُ ‏،‏ مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ ؟ فَقَالَ : هَذِهِ رَائِحَةُ ‏‏مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ ‏‏وَأَوْلادِهَا ، قَالَ : قُلْتُ : وَمَا شَأْنُهَا ؟ قَالَ : بَيْنَا هِيَ تُمَشِّطُ ابْنَةَ ‏‏فِرْعَوْنَ ‏‏ذَاتَ يَوْمٍ ، إِذْ سَقَطَتْ ‏‏الْمِدْرَى (المشط) ‏‏مِنْ يَدَيْهَا ، فَقَالَتْ : بِسْمِ اللَّهِ ، فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ ‏ ‏فِرْعَوْنَ :‏ ‏أَبِي ؟ قَالَتْ : لا ، وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّ أَبِيكِ اللَّهُ ، قَالَتْ : أُخْبِرُهُ ‏‏بِذَلِكَ ! قَالَتْ : نَعَمْ ، فَأَخْبَرَتْهُ ، فَدَعَاهَا فَقَالَ : يَا فُلانَةُ ؛ وَإِنَّ لَكِ رَبًّا غَيْرِي ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ؛ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ، فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ‏ ‏تُلْقَى هِيَ وَأَوْلادُهَا فِيهَا ، قَالَتْ لَهُ : إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً ، قَالَ : وَمَا حَاجَتُكِ ؟ قَالَتْ : أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَتَدْفِنَنَا ، قَالَ : ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنْ الْحَقِّ ،

 قَالَ : فَأَمَرَ بِأَوْلادِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ يَدَيْهَا وَاحِدًا وَاحِدًا إِلَى أَنْ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِيٍّ لَهَا مُرْضَعٍ ، وَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ ، قَالَ : يَا ‏‏أُمَّهْ ؛‏ ‏اقْتَحِمِي فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ ، فَاقْتَحَمَتْ ) . ‏‏قَالَ ‏‏ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : ‏تَكَلَّمَ أَرْبَعَةُ صِغَارٍ : ‏‏عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ‏‏عَلَيْهِ السَّلام ،‏ ‏وَصَاحِبُ ‏جُرَيْجٍ ،‏ ‏وَشَاهِدُ ‏‏يُوسُفَ ‏، ‏وَابْنُ ‏مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ

_____________________________________

قصة ماشطة بنت فرعون

ماشطة ابنة فرعون وزوجها آمنا بالله الواحد القهار ، وكأنه لهما خمسة أولاد ، وكان زوجها مقربا من فرعون (من حاشيته) ، فانكشف أمر إيمانه وأمر فرعون بقتله ، وظلت امرأته تعمل في عملها من أجل أن تكفل اولادها.

وذات يوم أثناء تمشيطها شعر ابنة فرعون انزلق المشط وسقط منها ، فرددت : “بسم الله” ، فسمعتها الفتاة وسألتها إن كانت تقصد أباها ، فأجابتها بأن الله هو ربنا ورب أباها ، فأخبرته الفتاة أنها ستقول لأبيها ، ولم ترفض الماشطة وقالت لها بأن تخبره ، وذهبت الفتاة وأخبرته أباها بما سمعته ، فما كان منه إلا أن دعا الماشطة.

وسألها عن ربها ، وان كانت تعبد غيره فأجابته بأن ربها وربه هو الله تعالى ، وكان عقاب فرعون قاسيًا، فأمر باحضار إناء نحاسي كبير ويوضع فيه الزيت، على نار شديدة حتى يغلي الزيت تمامًا ، وهددها فرعون بأنه سيلقيها في القدر إن لم تغير ما قالت.


فرفضت وأصرت على موقفها، فأحضر أطفالها وألقاهم أمامها واحدًا تلو الآخر، وكانت في كل مرة تقول أن الله واحد، وكانت عظام الأطفال تطفو على القدر، بعد أن تغلي مع الزيت، ولكن الأم كانت قوية رغم ألم قلبها على أطفالها.

ولما حان دور الرضيع والذي كان الأحب إلى قلبها ، فلما أمسك به جنود فرعون حتى يلقوه في القدر شعرت بالألم ، وكادت أن تتنازل عن موقفها، لولا أن الله تعالى أنطق الرضيع ، ولكن لم يسمعه أحدًا سواها.

وقال الرضيع: يا أماه أصبري، فإنك على الحق فعادت القوة من جديد إلى قلبها، وأصرت على إكمال موقفها، وألقت بنفسها في 
القدر مع أطفالها

.

أين تذهب الأرواح بعد الموت؟

حين يموت الإنسان وتخرج روحه من جسده، تنتقل إلى حياةٍ جديدة تُسمّى «الحياة البرزخية»، وهي المرحلة التي تفصل بين الدنيا والآخرة، وفيها تنعم ال...